تكبير حجم القضيب في ٢٠٢٠ ... هو العلم بيقول ايه؟
أُعتُبِر العضو الذكري رمزًا للرجولة على مر التاريخ، مما يجعل السؤال عن حجمه الطبيعي الشغل الشاغل لكثير من الرجال باختلاف خلفياتهم الاجتماعية والثقافية.
وبالرغم من أن متوسط طول القضيب المنتصب علمياً ١٣،١ سم ومحيط دورانه ١١،٦٥ سم، وأن حوالي 85 ٪ من الزوجات راضيات بحجم شريكهن الطبيعي في 98 ٪ من الحالات ، فإن نصف هؤلاء الرجال يتمنون حجم أكبر غالباً بسبب فكرهم الخاطئ بأن الاشباع الجنسي يعتمد على الحجم آخدين المواد الإباحية وتضليل أقرانهم كمرجعهم الوحيد.
هناك أربعة أنواع من هؤلاء الرجال لا يميزهم سوى الجراح الخبير. هناك النوع الذى يعانى من صغر الحجم الحقيقي (micropenis) (حجم القضيب أقل من ٧،٥ سم فى الانتصاب أو أقل من 4 سم في حالة الارتخاء) ،وهناك القضيب المدفون (Buried penis) وهو قضيب طبيعي الحجم ولكنه مستتر وسط طبقات من الدهون فوق العانة وبين الأفخاذ ، والنوع الثالث هم الذين يعانون من داء قلق القضيب الصغير (small penis anxiety) (يُعرف أيضًا باسم "متلازمة القضيب الصغير") الذين يشعرون بالقلق بشأن الحجم على الرغم من أنه طبيعي ، وأخيراً النوع الرابع وهو الأكثر شدة. أولئك الذين يعانون من اضطراب التشوه القضيبي (Penile dysmorphic syndrome) (منشغلون بالحجم لمدة ساعة على الأقل في اليوم لدرجة مرضية مؤثرة عليهم في سائر وظائفهم الحياتية)
إنه لشديد الأهمية تحديد النوع الأخير لأنه قد يرتبط بالمرض النفسي والأفكار الانتحارية مما يستلزم العلاج نفسي على وجه السرعة. علاوة على ذلك، التدخل الجراحى في هذه الحالات مرتبط دائمًا بالنتائج السيئة وعدم الرضا بغض النظر عن مدى نجاح العملية التجميلية. لذلك لا بد من التعامل مع هؤلاء الرجال بأعلى قدر من الرعاية والحكمة.
المشكلة مع كل أنواع الرجال الذين لديهم مخاوف بشأن أحجامهم، سواء كانت مبررة أم لا، هي أنهم غالباً ما يخجلون من الاستشارة الطبية الحرفية وقد يبحثون عن مصادر بديلة على الإنترنت التي توفر معلومات عظيمة التضليل بوعود غير واقعية. وتشمل المواقع التي تروج المستحضرات، أو الهرمونات، أو تمارين أو شد القضيب وكلها بدون مرجعية علمية وقد يكون لها مضاعفات تهدد الصحة.
أظهرت الدراسات الحديثة النتائج الأولية لبعض التقنيات التداخلية المقترحة لتحسين الحجم منها الأكثر تحفظًا مثل أجهزة التمديد وأجهزة التفريغ التي لم تؤدي إلي زيادة ملحوظة في الحجم وبنسبة رضا ضعيفة للغاية. وهناك تقنية الحقن الموضعي بالدهون أو السيليكون أو مواد الحشو (Fillers) التي تزيد من الحجم ولكنها ارتبطت بمعدل مضاعفات مرتفع بدءً من البسيطة مثل العدوى مروراً بالأكثر خطورة مثل تشوهات القضيب وتندبه والاضطرابات الحسية للجلد والألم ما قد يمنع العلاقة الجنسية وصولاً إلى الأخطر وهي الوفاة بسبب حدوث الجلطات في حالة وصول هذه المواد إلي الدورة الدموية. لا يقتصر الأمر على ذلك فإن تقنيات الحقن تتطلب صيانة ومراجعة دورية مدى الحياة كما تنخفض نسب الرضا مع مرور الوقت بسبب انخفاض حساسية جلد القضيب وضعف الانتصاب
وعلى الصعيد الآخر توجد التقنيات الأخرى الأقل تحفظًا ومنها شق الرباط المعلق للقضيب ولكنه يزيد من طول العضو آثناء الارتخاء فقط ويقلل من ثباته أثناء الانتصاب أو عمليات ترقيع الأنسجة سواء الطبيعية أو الصناعية تحت الجلد وعمليات تفكيك القضيب. للأسف لا يتم الإبلاغ عن مضاعفات هذه العمليات في أغلب الأحوال مثل أنها قد تكون مدمرة بما في ذلك تشوه القضيب وتقصيره، والضعف الجنسي، و لا قدر الله الوفاه ايضاً.
وفي الختام ، حتى الآن توضح معظم الأبحاث ذات المصداقية العلمية أن عمليات تجميل العضو الذكري لا تزال تعتبر تجريبية دون أدلة كافية على نتائجها أو سلامتها ما يعني أن إجرائها خارج نطاق التجارب السريرية يعتبر عمل غير أخلاقي. لا بد من أن يكون المريض على دراية تامة بذلك وبأن هذه العمليات عمليات تحسينية فقط ولها دواعى مخصوصة جداً وأن يكون مطّلع على نتائجها الواقعية ومضاعفاتها المحتملة مقدماً قبل اللجوء إليها. وبناءً على ما سبق ذكره وحتى إذا ثبُت أحقية المريض في العلاج، يظل التدخل الجراحي هو الخيار الأخير.
تمنياتى لكم بالصحة والعافية
د. أحمد راغب
لمزيد من التفاصيل والتواصل المباشر مع د. أحمد راغب يمكنك استخدام خدمة الاستشارة التليفونية
.(انقر هنا (الدفع ببطاقة الائتمان (Telemedicine)